عيون ومخارز

أ. طانيوس منعم


عيون..!

ومخارز..!
 

1972

©جميع الحقوق محفوظة©







تقدمة!!
الى الإِنسانة: المأساة
.. من أعطتني
حبّاً
وأوسعتني حنانـاً
فكانت
أعطفَ شقيقـةٍ
وأحنَّ أُمّ ..
إِلى « جوليا »..




مأسـاة!!

شِتاؤُك هذا حزينٌ حزينْ!
فماذا دهاك؟
غيومُ الكآبةِ في مقلتَيْك
وفي عارضَيك غُبارُ السِنين!
وعِبءُ العِراك
يُدمي خطاك
فتُلقي عَصاك
وتترُكُ الحلْبةَ
للخامِلين؟!
وبالأمسِ..
بالأمسِ..
دانت لديكْ صِعابُ الحياة وفاءَت
إِليكْ طلائعُ أبنائها
العامِلين
فكنتَ، كما طمَحت، أن تراكْ
تشُدُّ يديكَ
وتقفوُ خُطاكْ
فلستَ تلينُ..
وليست تلينْ..
لماذا؟
شتاؤُك هذا حزينْ؟
تهيَّأْ..
ونفِّضْ غُبارَ السنينْ
فنحنُ وأنتَ ضميرُ الوجودْ
نُفُتُّ الجمودْ
نُضيءُ المسالك
للبائِسينْ..
لماذا؟
شتاؤُك هَذا حزينْ؟!
رُزِئْتُ بقلْبٍ توارى
توارى
فجفَّ الحنانُ وشَحَّ العَطاءْ
تَعَشقْتُهُ، العمرَ..
آنَ الربيع.. فغابَ الربيعُ
وآبَ الشِتاءْ
وتسألُني، من بعدُ: ماذا دهاك؟
لماذا شتاؤك هذا حزينْ؟
وبعضي شعورٌ
وبعضي تُراب؟
رُويدَك.. فاصبِرْ، فما ينحتُ اليأسُ
من مَروَتي.. ففيَّ رجاءُ
ما أنا وحديَ الأسيَّ فمثلي
أُمَّةٌ لفّها الأسى والشقاءُ
نُقاتل أعداءها الغاصبينْ
نُصاول أسيادها الخائنينْ
ونأبى الهوانَ
ونهوى الفِداءْ
دماءً.. دِماءْ
ونمحو ونغسِلُ عار السنين
ويغدو شِتائيَ
عُرسَ الربيع
وينأى شتائيَ
هذا الحزينْ..






أينَ! حُرِّيـَّـتي!؟

أين حُرِّيتي؟ هل تُعطى نصوصاً
في شرائعْ؟
وتؤدَّى – فِعلَ تُجّارٍ فواتيرَ
بضائعْ!
أهْيَ دَينٌ يُستَرَدُّ كُلّما شاءَ
قوِيٌّ مُستبِدُّ
هِيَ ذاتي.. هِيَ إنسانيتي الكُبرى
وجُودي وكياني
كيف تسلُبني ذاتي
وتُلغي عنفواني؟!
أنا هذهِ الثورة الظمأى
على الإِنسانِ ظَلاَّماً لإنسانِ

من أنا؟!
آلافُ آلافٍ .. فهل تسمَعُ
أصداءَ الرنينِ

هي ذِي حريتي قولي وفعلي
ويقيني.. هي ذي حريتي
ليست نصوصاً في شرائع، وتُؤدَّى- فِعلَ
تجار – فواتيرَ بضائعْ..





عُـيوُن..! وَمخـَـارز!
 
ضبابٌ.. ضَبابْ
وعصرٌ عُجابْ
وظِفرٌ ونابْ..

أفي ضمير الكون ما هالَهُ! وهَولُ
الضميرِ عَذابٌ عَذابْ!
ملاحِمُ محتدِمٌ وَقدُها على كل سفحٍ
وفي كُلِّ غابْ
 
بقايا أَناسٍ .. وأشلاءُ ناسٍ
فما ترى؟ بشَرٌ! أم تُراب!
 
ضبابٌ.. ضبابْ..
يَشِفُّ.. يَشِفُّ
وخلفَ الضبابْ
شُعاعٌ يشُقُّ ظلامَ الدروب!
فما ترى؟
لَهَبٌ! أم سَراب؟
 
عيونٌ تشُدُّ الجفونْ إِلى المدى
الأبعدِ.. الأبعد..

وترنوْ.
تُقاوم هذي العيونْ.. وتمضي
تُقارِعُ عَصْفَ الجنون..صراعاً.. صراعاً
لفجر الغدِ..
لإِطلالةِ العالم الأوحدِ
وما شِئتَ من عيشك الأرغد..
وتفنى المخارِزُ تَبلى اليدُ
وتنهَدُّ.. تنهَدُّ تلك الحُصونْ

ما كان منها..
وما قد يكونْ
 
سراعاً.. سراعاً.. لفجر الغدِ
ضَبابٌ.. ضبابْ!
وخلفَ الضبابْ.. شُعاع يشُقُّ
  ظلامَ الوجود..
فما ترى؟ بشرٌ.. لا تُرابْ






أينَ! حَـقِّي؟



أينَ حقِّي؟ أيُّها الغاصِبُ حقّي
أين حقي!!
عَرَقي الخالقُ إنتاجي ورِزقي
أتُرى!
عصريَ هذا عصرُ رِقِّ
 
أين حّقي؟! هو ما ليَ من دَينٍ
عليكم مُستحقِّ.. أين حَقّي؟!
أكَلَ الحاكِمُ حَقّي
 
واستوى – هكذا – في السلطةِ
كي يأكُلَ حقّي!!

جائعاً..
شرَّدَه أتباعُه
وغدا حَقّي فيهم
غيرَ حَقِّ

أتُرى؟!
عصريَ هذا..
عَصرُ رِقِّ؟




حَــظّ؟!..

أنتَ، في ما أنت، من خُلُقِ
شيءٌ على شيءٍ مـن الخَرَقِ
 
حَقَرَتْكَ نفسي، وهي حاقِدةٌ
كالغُلِّ في رِجلي.. وفي عُنُقي!
 
تَغنى!
وغيرُك ليس في يدِه بعضُ ما يُبقي
من الرَمَقِ!
 
تختالُ، في بَذْخٍ: جرائِمُه
أشلاءُ آلافٍ على الطُرُقِ
تغنَى
تَدِلُّ.. تموتُ من شِبَعٍ
ونموتُ حرماناً من المرَقِ

وتميسُ، في الأبرادِ من تَرَفِ
وسواكَ في الأَسمال والخِرَقِ!
 
أنفقْت مما لَستَ تصنَعُه.. بَدَداً.
فأنتَ أذَلُّ مُنتَفِقِ
 
نَعِمَتْ كلابُك.. وهي رافِلَةٌ
بالوشيِ.. من جُهدي ومن عَرَقي..
حَظٌ؟!
كفرْتُ بكُلِّ أحرُفِها كفراً..
وثُرْتُ بحظِّ منسحِقِ

حظ؟!
وغامَتْ كُلُّ فارقةٍ
ما بين مسروق ومُستَرِقِ
 
حظٌّ سِباقٌ..
أنت تُحرِزُه إِمَّا تَساوَتْ
فُرصةُ السَبَقِ..





أَجـَـل.. أُحـِـبُّ!
 
أجَلْ!
أُحِبُّ.. لماذا تريدني لا أُحِبُّ
 
أليس فِيَّ شعورٌ
أليس عنديَ قَلْبُ؟!
 
سَاحُ الحياةِ فِساحٌ
فيها أروح وأغدو..
وكُلُّ شيءٍ جميلٍ
أهفو إليه وأصبو..
أما إِلهُك أوصى:
أن الجمالَ يُحَبُّ!
 
وكُلُّ ما هو خيرٌ لخَلقِهِ مُستحَبُّ

أجلْ!
أُحِب.. ولكن.. أليسَ في
الحُبِّ حِقدُ؟
 
من قال، إِني مُحِبٌّ!
لمن يجورُ.. ويَعدو
 
من مَجدُه بَعضُ ذُلّي
وفي المكارمِ وَغْدُ!
 
من كان مِثلَ غريمي مثالباً..
لا يُحَبّ
 
أجَل! أُحِب.. ولكن..
ما الحبُّ كأسٌ ونَهدُ..






أجل أثور..



أجل!
أثورُ.. لماذا تريدني لا أثورُ
 
أما رَأيتَ زُهوراً تناثَرَتْهـا
الرياحُ؟
 
أما رأيتَ بـدوراً جنى عليها
الصباحُ؟
أما تَعصْفرَ وردٌ؟ وضاعَ منه
العبيرُ
 
وساورتْني هُمومٌ
ونازعَتْني شرورُ؟
 
أجل أثور..
لماذا تريدني لا أثورُ؟



أنا وأنتَ جمالٌ
بهِ يُضاءُ الوجودُ
 
ماذا جَنَيتَ لتبقى
في مِعصمَيْك القُيودُ
 
إِن نامَ سعيُك نامَتْ
عمَّا تُريدُ القصورُ
 
ففي المواثيقِ خُبثٌ
وصادِقُ القولِ زُورُ..

أجل أثورُ..
لماذا تُريدُني لا أثورُ؟!
 
هَذا حَليفُ رَخاءِ
وذاك خِدنُ شقاءِ

صَنيعُ ربِّك فينا!
أم شِرعةُ الأقوياءِ؟!



عِظنِي..
وَعظتُك دهراً.. وما أرعويت..
تجورُ
 
نَفَضْت منك عِظاتي
وثُرْتُ فِيك أَثورُ..
 
أَجل! أَثورُ!
لماذا: تُريدُني لا أَثورُ؟!





دنيا الغد



لبَّيكِ « قافِلةَ » الشبابِ
إِلى السلامِ المُستطابْ
 
ناديتِ..
فاستمعَ الأُلوفُ إِلى « النداء »
المُستجاب
ومواكبُ التاريخِ تنتهبُ الطريقَ
لكِ انتهاب
شَعشاعةً كالنورِ تَفرِي ما تكاثفَ
من ضباب
جبَّارةً كالفكـرِ.. تقتحمُ المسالكَ
والشِعابْ..
ركبٌ من « الأنصار » والشُرفاءِ
تتبعُه ركِابْ
رَكْبٌ..
دُعاةُ الحرب تغدو تحت أرجُلهِ
ذُباب..
ذَلَّت لديك عواصفُ الطُغيانِ
وانتحرت صعاب
 
دنياكِ أنظمةٌ شوامخُ
فوقَ أنظمةٍ خراب
 
نَغَمُ السلام يموجُ في الأجواء
لا نَعَـبُ الغُراب
 
نَغَمٌ تطيبُ به النِعاجُ
كم تضيقُ به الذِئابْ
 
والغابُ..
موسيقى السلام لها يصفِّقُ
كلُّ غابْ

فجرُ الشعوب على بزوغٍ
والطغاةُ على غِيابْ
 
سِلمُ الشعوب على إِيابٍ
والحروبُ على ذَهاب
 
يزهو به أيَّارُ مؤتلقاً.. ويُثمرُ
فيه آبْ..
 
للسِلْمَ مسعى لن يخيبَ
وكلُّ مسعى الحـربِ خابْ
 
فلنا المياهُ.. لنا الثمارُ..
لنا السهولُ.. لنا الهِضاب
 
دنيا غدٍ حُلُمٌ تَفتَّحَ عن أمانيٍّ
عِذاب..





سقط الستر



قِفي..
آلةَ الإِرهاب .. مهـلاً قِفي
كُفِّي.. فهذا فِعْلُُ مستضعَفِ
 
قِفي..
دَمي وَسمٌ على طغمةٍ فتَّاكةٍ
بالأشرفَ الأشرفِ
 
قِفي .. أما هالَكِ أنَّ الأُلى
ذبَّحتِهم.. بعضٌ لبعضٍ وَفِيْ!
 
يشدهم فكرٌ نزا ثورةً
دَفَّاقة..
في مَدِّها الأعنفِ
 
كَذَبْتُمُ!
ما صدقت أُمَّةٌ
فهلاَّ صَمَدتُّم على مَوقِفِ

كفى!
سقط السِتْرُ عن أوجهٍ
شاهَتْ كشيءٍ تافهٍ
أجوَفِ
 
لبنانُ والعالَمُ في أزمةٍ
تُحاكُ من مُستعمِرٍ أجلَفِ

يبتزُّ مع أنصاره ثروةً..
يُقتِّلُ الناسَ..
ولا يكتفي..
 
فعن كِفاحَ الحربِ لن نَنثَني
وغيرَ جيشِ السِلم لن نَقتفي

مهما تمادى الظُلمُ
في غيَّهِ
فصرخةُ المظلومِ
لن تختفي..





أَنتمُ!؟



عَبثاً تُنقِذُونَ هذا النِظاما
وتُخيفونَ بالسلاح الأناما
 
قُضِيَ الأمرُ..
فالشعوبُ تولَّتْ أمرَها
وانبرت تَشُقُّ الظلاما
 
يا دماءَ الأحرارِ، في كُلُِّ قُطرٍ عربي
   يكافحُ الظُلاَّما

قد سفحناكِ في الشوارعِ طِيباً
ووَقدْناكَ في القلوبِ ضِراما

وحملناكِ للصدورِ وِساماً
قدَّسَ الشعبُ منكِ
هذا الوِساما
 
وأبينا الهوانَ فكراً وعيشاً
إِنَّ دونِ الهوانِ هذا الحِماما
 
كُلُّ تاريخِنا انتفاضةُ شعبٍ
صاولُوه.. ولم يطاطِىءْ
هامَا
 
فكتبْنا حروفَه من دماءٍ
وبَريْنا ضُلوعنا أقلاما
 
وبلَونا الكفاحَ سجناً
وموتاً
واستطبناهُ للحياة
مُداما

وعظُمْنا شعباً يجاع ويُعرَى
وسفُلْتُم مستثمرينَ
لئاما!

ننشُدُ السِلْمَ غايةً
وحياةً
مثلما تنشُدُ الجياعُ
الطعاما..
 
أنتُم؟!
إنَّنا لنعرِفُ من أنتمْ!
فأنتُم شرُّ الطَغام
طَغاما

أنتُم المجرمونَ..
والسالبونَ الناسَ أرواحَهم
خسِئتُم لِئاما:
 
بُؤَرُ الحربِ تقذفون لها الناسَ
طعاماً وتُرخِصونَ الطَّعاما!
 
رُسُلُ السِلْم؟!
« كوريا » أثر عافٍ، يُحاكي
نظيرَه « الفيتناما »

وصنعتم لنا « قياصِرةَ » الأمسِ
عَبيداً.. وسادةً..
خُدَّاما

« آسيا » تقصِدون؟!
هلاَّ اتّعظتُم بالذي رام قبلكم
ما راما

إِن عملاقَها لأمنعُ من أن يتحدَّاهُ
مثلُكم أقزاما!
 
هل أنِفتُم من الدماء؟
وهلاَّ يأنَفُ الكلبُ أن يلوكَ
العِظاما؟!
 
قد خسِئتُم محرِّبينَ
لصوصاً
وشرُفْنا مناضلين كراما..
 
أنتُمُ..
والحُروف تعصي كلامي
إن وصفَ الوحوش
يَعصي الكلاما..





كبار..! صغار..!



يا مَن على الشعبِ جَارا
وأمعنَ استِثمارا

الشعبُ يَطلُبُ خُبزاً
وغبطةً وازدهارا
 
يُريدُ نوراً.. وماءً
تُعطيه سجناً ونارا

مهلاً..
فسوفَ تُلاقي
جَزاءَ ثأرِك ثارا
 
يا مَن تُعِدُّون حرباً
في الشرقِ.. لا استقرارا
 
وتَدَّعُون سلاماً!!
فالسِلم ليس دَمارا
 
في السِلم تبقى ديارٌ
والحربُ تُفني الديارا
 
قومٌ..
لصوصٌ كبارٌ يُحالفون صغارا



ولا يُحبّوُن إلاَّ البترولَ..
والدولارا..




شِرعةُ الغاب..!



شِرعَةُ الغاب:
أن تصيدَ نعاجاً آمناتٍ
عصائبُ الذؤبانِ
 
شِرْعةُ الغاب:
أن تُضامَ شعوبٌ في هناءِ القصور
والتيجانِ
 
شِرعَةُ الغاب:
أن تُدمَّرَ دورٌ آهلاتُ المكان
بالسّكانِ
 
شِرْعَةُ الغاب:
أن يُعاقَبَ حر في هواه كما يُعاقَبُ
جَاني
 
شِرْعَةُ الغاب:
أن يلُصَّ ذئابُ المال خيراتِ هذه
البُلدانِ

منتهى الذُلِّ أن نهانَ..
ونرضى – كل تارِيخِنا – بهذا
الهوانِ

أين حريتي؟
ولم يبقَ منها
غيرُ همس الأسرار في
الآذانِ

والمواثيقُ!
أينَ ما كفَلتْهُ في نصوص لحُرمةِ
الإِنسانِ؟

صادرتْه عِصابةُ الختْل زوراً
واستبدَّت بالعرشِ
والصولجانِ

ليس للمالِ و »الوجاهة » مجدٌ
لا تُناطُ الأمجاد بالكسلانِ
 
ما لهذي « الكِلابِ » تنبَحُ في الليل
       
اعتراضاً لموكبِ الشجعانِ
 
تحتمي بالظلام خشيةَ نورٍ
ليس يحمي الظلام غيرَ
الجبانِ..
 
نبتغي ثورةً ولا نبغي حرباً
قدكفانا ما دمَّرَتْ
حربانَ..
 
غدُنا مُشتهى الشعوبِ سلاماً
زاهراً بالرخاءِ والعمرانِ..




دماء وتجارة



يا أخي..
لَمْلِمْ جراحَك
 
فالعُلى
بعضُ
جراحِك..
والتزم ساحَك تَصرَعْ
غزوةَ الغدرِ..
بساحِكْ
 
واعشَقِ الموتَ فداءً
فالفِدى روحُ
كفاحِكْ
 
والردى بَسْمَةُ فجرٍ
إن يكن حَد سلاحِكْ
 
يا أخي..
شرَّدك المحتلُّ
عن أرضٍ حبيبَهْ
فغدت دارُك دارَهْ
تحمِل الغدْرَ وعارَهْ
 
والحضارَهْ!
هي ذِي
فينا دماءٌ وَتجارَهْ
وأساطيرُ مواثيقٍ
عجيبَهْ!

والسلام!
هو ذا فينا مآتِمْ
مسرحيَّاتُ هزائمْ
تتكرَّرْ
 
لا تصدِّقْ..
كذبوا .. كابِرْ.. تجبَّرْ

إِنَّهُ أكبرُ أكبرْ
من أساطيرِ مواثيقٍ عجيبَهْ
يا أخي!
عانِقْ سلاحَكْ
مُشرِقَ الوجنةِ ضاحِكْ
واصرعِ الغدرَ بساحِكْ
فالفدا رُوح كِفاحِكْ
والفِدى سِرُّ نجاحِكْ



قَلق
وطني:
هذا الذي غنَّيتُه، أخضرَ الساحةِ
حبّاً وسلاما!
 
والرُّبى!
كم هزَّتِ النفسَ الرُّبى
واستوت في جبهة الغيمِ
وِساما!

والمغاني!
كم لنا في ظِلِّها من ليالٍ
سكرت فينا غراما!

وطنٌ..
طابت لنا أبعادُه
في مدى الفكر، طموحاً واقتحاما
وطنُ الإِنسان!
يبدو غابةً زُرِعَتْ حقداً وناراً
وخصاما



دمَّرَتْه عُصبةٌ حاقدةٌ
وتمزَّقْنا، إِخاءً ووِئاما



فَدِمانا سفحوها ثمناً
للألى ضلُّوا زِماماً وذِماما



قَلِقت نفسي.. وضيمت عِزَّتي
إِن نفسَ الحرِّ تأبى أن
تُضامَا..






يَهود؟!
 
عصف الجُنونُ
بكُلِّ غِرٍّ قاتِل..
فالتَاثَ في عينَيكَ
وجهُ مقاتِل



وقلوُبنا الخضراءُ جفَّ
رُواءُها
وعقوُلنا باتَتْ أسيرةَ
جَاهِل!



ينتابُنا وَخزُ الضمير..
لِأنَّنا أبناء ذَيَّاك الضمير
الفاضِلِ



ويَروعُنا ناسٌ
تُباحُ دماؤهم..
وتلُفُّنا أشباحُ ذعرٍ
صائلِ



وَطَنٌ تطيَّفَ.. فاستمرَّ مُمزَّقاً
وغدا، مدى السنتين..
نَهْبَ قبائِلِ..



خَطَرُ اليهودِ على الحدودِ
أخَفُّ من خَطَرٍ عليه
من « يهود » الداخِلِ.. »