| الأب طانيوس منعم خطر اليهودية الصهيونية على النصرانية والاسلام طبعة ثانية مصححة ومنقحة اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم العلق : ( ٣ – ٤ – ٥) مقدمة للحقيقة : انجيلاً وللحقيقة : قرآناً وللحقيقة : تاريخاً وللحقيقة : إعلاماً وإعلاناً كانت هذه الحروف صفحات في كتاب في الذاكرة معلومات هي في الذهن معارف وهذه وتلك في عمل يُمارس ، وواقع يُعايش حقائق تعقل فالتاريخ لا يكتب مرة واحدة (…) تمهيد نحن اليوم ، في لبنان والعالم العربي ، أمام تحديات خطيرة ، وفي فم منعطف تاريخي خطير. وما نعاني ، على أرض الوطن ، من صراع دموي ، وتمزق روحي وأخلاقي مرده الى جملة أسباب، من أعمقها جذوراً، جهلنا المزمن لحقيقة اليهودية، وبالتالي الصهيونية، مضافاً إلى جهل ذوي الحكم ، أو تجاهلهم ، منذ نشوء الكيان الصهيوني على تراب فلسطين العربية . فلقد واجهنا الصراع ، ولا نملك من فهم أسبابه ما يعيننا على مواجهته ، بامتلاك أدوات المواجهة ، لأننا لا نعي هذه الأسباب وعياً موضوعياً ، وتاريخياً ، كما لا نعي هذه الأدوات . جيلنا الذي يكابد الصراع أقسى مكابدة نشأ في منأيّ ثقافي عن فهم قضية فلسطين ، من حيث هي جوهر ما يعتمل في الشرق الأوسط من صراع .. ومن حيث إن الصهيونية نواة هذا الصراع. نشأنا ننظر الى واقع القضية نظر عين لامّة ، لا نظر عينٍ ناقدة . حرِّم علينا ذكر كلمة اسرائيل في كتاب ، أو صحيفة . كأنما ورودها هرطقة وطنية! وبخاصة في أعقاب حرب سنة ١٩٤٨ . هذه الحرب التي كانت ائتماراً بالعرب ، وباشتراك العرب .. أي باشتراك من يُسمّون قادةً : ملوكاً ورؤساء. لقد غرسوا رؤوسنا في رمال غير متحركة وغسلوا أدمغتنا من التفكير . ومنعوا الأقلام أن تجري بحرف باحث مستنير ومنير . أو بحرف يشير الى اسرائيل ، و خطر الكيان الصهيوني العنصري الحاقد على العرب ، مسيحيين ومسلمين. حتى لكأن تجاهل وجود الشر نفي لوجوده أو نشوئه ، أو تفاقمه ، أو سيطرته. كان جيلنا ، معلمون و مربون، ورجال دين وقادة وأحزاب في أُميّة ثقافية وسياسية ودينية لا يحسد عليها ، ولكن يرثى لها . فما كانت قضية فلسطين وقضية الصهيونية في اسرائيل ، تعني لديه شيئاً لا في تاريخها القديم، ولا في تاريخها الحديث . ولا في ما لها من مخاطر تتفاعل على مسرح الشرق الأوسط. ونحن فيها نحن ، معنيون لحّاً بهذا التفاعل ، في أسبابه ونتائجه . وتوثيقاً لما أقول أسوق هذا الدليل : خذ اليك برامج التعليم الرسمي في الأربعينيات حتى الستينيات، وما يترتب عليها من كتب ، فإنك لا تجد درساً واحداً في كتاب مدرسي يتناول قضية فلسطين ، والفلسطينيون مطرودون من أرضهم ، لاجئون في أرضنا . ومن أمس قريب كنت إذا ذاكرت أي أستاذ ثانوي ، أو طارحت جامعياً ، خطر الصهيونية على لبنان ، وعلاقتها بالقضية الفلسطينية ، وقعت على ما هو عجب عجاب ، فكراً وموقفاً ، هذا إذا لم يكتف بهز الكتفين وقلب الشفتين ، كأنما الأمر لا يعنيه ، ولا يثير اهتمامه من قرب أو بعد وهذه اللامبالاة انما هي نتاج فراغ ثقافي ، سياسي في هذا الباب ، غير مقصور على المثقفين وأكثرية الشعب، بل يتناول القادة والزعماء . فلقد كانت المنافع الآنية لهؤلاء حجاباً كثيفاً ما نعاً من استكشاف الغد، واستشفاف المستقبل. ولعل البحث البكر الذي تناول قضية فلسطين ، ولو على نحو مختل وأيديولوجية مريضة، كتاب « التنشئة الوطنية الانسانية » (1) ، ولكنه ظل كتاباً مطبوعاً بأناقة ، فلم يُعتمد ، ولم يُدرّس . واستبدل به كتاب آخر في « التربية المدنية » كان له حظ سلفه ، وألغيت مادة التربية من البرنامج الرسمي ، وظَلَّ النشء اللبناني ، في المراحل الثانوية ، بلا تربية مدنية وإنسانية ، ترك انتفاؤها من « ثقافة » الانسان في لبنان ممارسات لا إنسانية ورواسم وحشية ، في الحرب اللبنانية القذرة ، على مساحة هذا الوطن . وظل الوطن والمواطن بلا هوية ، لأن ذوي الأمر فينا ، وذوي السلطان ، مختلفون في شأن الهوية . . وجوهر خلافهم طائفي ، سياسي إيديولوجي . فما كان التوجيه التربوي هادفاً الى بناء وطن ومواطنين ينصهرون في ولاء لهذا الوطن كلاً موحداً ، في دولة قادرة عادلة ، وفي إطار محيطه الطبيعي. إنما أرادوه وطن الطوائف أو وطن » العائلات الروحية » -كما تحلو لهم التسمية ـ العائلات المتمايزة في اقتناص المنافع والمتمايزة في الحكم والتسلط والمتمايزة في ما يُسمّى « حضارة » ! وفي ما يُسمَّى ديناً ! والدين من حيث هو طريق الى الله الواحد الأحد ، ومن حيت هو منهج سلوك للانسان المؤمن بالله ، هو كالإله نفسه ، واحد أحد ، لا تمايز فيه ، ولا مفاضلة . ما قلته حتى الآن تمهيد لما أقصد قوله : هو أن الفكر التاريخي الذي حكم عقول النصارى قرابة ألفي سنة في حاجة الى نقد علمي يتناول العلاقة ، ديناً وتاريخاً بين اليهودية الصهيونية وبين النصرانية ، لمعرفة ما بينهما من جذور مشتركة تسم النصرانية بطابع التهود او التصهين ! التاريخ جدلية الزمن . والزمن في ذات نفسه ليس تاريخاً . إنه بعد زمني لمجتمع ، لحضارة ، الثقافة . والمجتمع بعد زمني لتاريخ هو تاريخ الانسان ، تندمج فيه المدة والمسافة بنسبية مطلقة . فليس الماضي والحاضر والمستقبل تاريخاً أو مقياساً لتاريخ . انما هو مقياس لمواقف الانسان من التاريخ في بعده الزمكاني (١) : أي حركة ما يحدث في حيّز المكان . إن الموقف الآني من الحركة ، من الحدث ، من الظاهرة هو الحاضر ، هو الهنيهة ما بين قبل وبعد . هنيهة ينعطف فيها نهر التاريخ في كل أبعاده . فلا مندوحة أن يكون وعينا لهذه الهنيهة من هماهِمِنا الثابتة. الظاهرة هى اسرائيل فكيف نعيها في حركتها التاريخية ليكون وعينا لها موقفاً تاريخياً منها. هي ظاهرة تتواشج فيها تناقضات تناحرية متفجرة تتفاعل مخاطرها على الساحة الاقليمية والدولية . يتهدّد بها سلام العالم دولاً ومجتمعات . كان لي سبق قول بوجوب إعادة النظر في الفكر التاريخي ، والفكر الديني من زاوية النقد العلمي والشك المنهجي المعقلن للدين والتاريخ. فنكشف الجذور الدينية في حركة هذه الظاهرة ، واقعاً وتاريخاً ، علماً بأن اليهودية الصهيونية ليست بذات جذور دينية بحث . ودراستها بمنظار ديني بحت يجافي منطق العلم وقانون الحركة . إن الدين في تاريخ أي شعب – كان وما يزال ـ في علاقة جدلية مع السياسة ، تارة يتلبس بها، وطوراً تتلبس به ، وإن تبراً رؤساؤه ، وتجاره . فهما من شعب كان له وجود خارج التاريخ أو كان وجوده بالرغم من التاريخ . إن كل شعب يُوجد بحكم التاريخ ، أي بحكم موقعه من التاريخ في بعده الديني ، والاقتصادي، والاجتماعي، والسياسي ، في حيّز من المكان ، ومسافة من الزمان . فلنكتشف هذه الظاهرة تاريخياً ، يجذورها الدينية ، بعين لامة وفكر ناقد جذور الصهيونية لليهودية الصهيونية جذور دينية هي التوراة ، فماذا في التوراة ؟ التوراة : ( تو – رة ) مفردة عبرية تعني الشريعة ، الطريق ، الشارعة إنها كتاب اليهود المقدس . فمن أي أقطاره أتيته ، و بأي منظار قرأته ، وبخاصة العهد القديم منه ، وتحديداً أسفار موسى الخمسة (١) ، تقع على الصهيونية في جذورها الدينية موثقة في كتاب له صفة القداسة ، وطابع التنزيل، تماماً ، مثل الإنجيل والقرآن . فالكتابان الكريمان هما منابع وأصول اللاهوت المسيحي والفقه الإسلامي ، والتوراة والتلمود هما أصول ومنابع ، اللاهوت ، اليهودي . الإنجيل والقرآن دستورا المسيحيين والمسلمين ، عقيدة ، وأخلاقاً ، ومنهج سلوك . والتوراة والتلمود دستور اليهود ، عقيدة ، وأخلاقاً ، ومنهج سلوك. وقبل أن أبدأ بقراءة نصوص توراتية وتلمودية ذات جذور سياسية لمملكة أرضية لا نفحة فيها لسماء ، أشير إلى مفارقة غريبة عجيبة في تاريخ المسيحية ولاهوتها ينبغي التوقف عندها وأخذها مأخذ الشك المنهجي ، وهي كون التوراة كتاب المسيحية المقدس من ألف الى ياء مع الانجيل ، وهو الكتاب الذي يسمو بالبشرية من مملكة الأرض ، الى مملكة السماء ليصوغ في الأرض مملكة تناظر السماء. هذه العلاقة القائمة على مماثلة قداسة بين التوراة والإنجيل ، والمتجذرة بعمق إيماني في صدور المسيحيين ، ومشاعرهم الدينية ، وطقوس عبادتهم ، هي في أصل الكيان الديني والسياسي لإسرائيل دولةً في فلسطين حتى ليمكن القول: إن الصهيونية متلبسة بالدين اليهودي قد احتلت من المسيحيين القلوب والمشاعر قبل احتلالها الأرض. فبوعي ديني مسيحي ، ودون وعي سياسي مسيحي نشأت الصهيونية ، ونمت ، واحتلت ، حركة سياسية عنصرية طاغية في اطار عقيدة دينية لها في مشاعر المسيحيين في الغرب والشرق بعد توراتي مقدَّس. هذه المفارقة العجيبة الغريبة كانت سبباً من أسباب تسيب المواقف لدى المسيحيين غرباً وشرقاً ، و تساهلهم ، أو لا مبالاتهم ، بإقامة دولة اسرائيل الصهيونية في الأرض المقدسة. لأن عودة اليهود الى « أرض الميعاد » وامتلاكهم لأرض كنعان ارادة الهية وحق ديني موعود به من الله لهم ولأحفادهم من بعدهم بحسب نصوص توراة موسى : الكتاب المقدس لدى اليهود والمسيحيين معاً. وبهذا تكون الصهيونية التي نواجه خطرها اليوم على نحو استيطاني دموي تدميري للحضارة ، عابث بقوانين المجتمع الدولي ، وليدة موسى ، وبنت وعدين : وعد توراتي ديني من الله لا برهيم (۱) في سلخ القرن التاسع عشر قبل الميلاد ، ووعد سياسي استعماري توسعي من « بلفور » في رسالة إلى « روتشيلد » عام ۱۹۱۷ بعد الميلاد . ونَتاج الاحتكارات العالمية (1) في النصف الثاني من هذا القرن. ان العلاقة الموسومة بسمة القداسة بين التوراة والإنجيل هي القاعدة الروحية والفكرية لتهود الغرب المسيحي والشرق المسيحي منذ نشوء النصرانية . وفسخ هذه العلاقة بقرار مجمعي مسكوني هو أحد أدوات المواجهة للخطر الصهيوني. … لقد تلامح هذا التهود في كنيسة العبادة ، وفي البيت العائلى. وفي المدرسة، حيث التوراة ، قبل الإنجيل ، مستقى الامثال ، والتجارب ، والاخلاق : من حب و بغض من رضى الله على هذا الشعب ، وغضبه على ذاك. فهو يحرم هذا ، ويُنعم على ذاك ، ينصر ذاك ويهزم هذا . فيتماهى عيسى في موسى ، « ويهوه» التوراة في اله الانجيل. هذه الملامح هي في الاناشيد الدينية ، والصلوات الطقسية ، والنوافير(1) ، فهنا هارون وبخوره (2) : والاحسان الى صهيون . وبناء أسوار أورشليم ، وقد تنبأ المسيح بنقضها حجراً حجراً . والمذابح والعجول .. وهلم جرًّا (3). لقد كان شأني في التعلم شأن غيري في هذا الشرق. ففي مدرستي الاولى تحت الزيتونة (4) ، كنا نقرأ مزامير داود مطبوعاً في مطبعة دير « قزحيا » (1) ولا نقرأ الانجيل إلا متلوا في الكنيسة من الكاهن . والوعاظ والمرشدون أكثر رجوعاً الى التوراة منهم الى الانجيل في استحسان فضيلة ، واستقباح رذيلة ، واستعظام إيمان .. وإعطاء مَثَل .. مما ترك في الضمير المسيحي بعداً توراتياً ، وفي أعماق النفس بعداً شعورياً كان له أثره في مواقف المسيحيين غرباً وشرقاً من الكيان الصهيوني المتلبس بالدين في سياق أبعاده الأخرى : من اقتصاد وتوسع وسيطرة. فالكنيسة المسيحية اليوم ، في غرب وشرق يتهددها هي نفسها الخطر الصهيوني الماثل . ولا بد لها ، في اللحظة والتو ، من اتخاذ موقف سواء ، حازم فاعل ، يمليه عليها وجودُها عقيدة ومؤسّسةً (1) .. ومرة أخرى تجدر الاشارة، استضاءة بما كشفته الاستحاثات (۲) من مطامير الحضارات أنَّ ما ورد في التوراة ، وبخاصة العهد العتيق : من شرائع ، ومزامير ، وقصص، وأمثال ، وأناشيد ، وملاحم ، وأساطير ، وخرافات ، ليس هو وحياً يُوحى انما هو أكتوبات متقدمة سابقة ، لها أصولها في مدونات بابل ، وأشور ، وسومر ، وكنعان (١) ، وماري تل الحريري (٢) ، ومصر ، وجبيل ، وأوغاريت (۳) : راس شمرا . وأخيراً لا آخراً مملكة « إيبله » ( تل مرديخ ) (٤) جري عليها النقل والمسخ والمصادرة (٥) . فإذا هي توراة موسى كتاب اسرائيل المقدس . وإذا بنا ، نحن أبناء المسيح نقدّس ما قدّسه موسى وشعب « يهوه » الخاص ، من أساطير وملاحم شعر ، وتعاويذ أبدعتها شعوب ضاربة في أعماق العصور الحجرية ، لسبب وحيد هو أنها تنبأت بمجيء المخلّص! و أي دين لشعب لم يتنبأ بمجيء «مخلص» أو « رسول » أو »إمام »! إذا صح ما أثبته العلماء المختصون بتاريخ اللغات والفيلولوجية والايكولوجية ، وما للشعوب من عادات وحكم وأحكام ، من أن التوراة وضعت في عصور لاحقة لعصر موسى بأمد غير قصير .. اذا صح هذا، فهنا المفارقة الكبرى وعلامة الاستفهام العريضة ؟! ——————————————————– (۱) سفر التكوين : فصل ۱۵ عدد ١٥ – ١٨ تكوين فصل ۱۳ عدد ١٥ (۲) تثنية الاشتراع : فصل ۷ عدد ۲ (۳) سفر الخروج : فصل ۲۳ عدد ۳۱ – ۳۲ (٤) تثنية الاشتراع : فصل ۱۱ عدد ٥ ـ فصل ۱۱ عدد ٢٤ —————— اله التوراة واله الانجيل بين الإلهين، بحسب النصوص ، بون شاسع . إله التوراة غير اله الانجيل . ذاك إله قبيلة ، متحيز لشعب دون آخر. لم يخلُقِ الخَلْقَ كلّهم له ، بل اختار منهم شعباً خاصاً بـه ، وسلّطه على الآخرين. وحرّضه كقائد جند على محاربة الغير ، و امتلاك أرضهم ، وتهجيرهم ، وقتلهم وابادتهم عن وجه الأرض. لهذا الاله قضية هى الأرض ، ولا شأن له بالسماء . واله الانجيل ، اله محتجب في السماء فهي عرشه . هو أبو البشر جميعاً ملكه السماء والأرض. الخَلْق كلهم عياله ليس له في الأرض مملكة. وقد أرسل ابنه يسوع فادياً لجميع البشر وكاهنا على شبه ملكي صادق ، كاهن الاله العلي العظيم (۱) . فهو يقول الشعبه : لا « تكنزوا لكم في الارض كنوزاً » ، « لا تقتنوا فضة ولا ذهباً ، لانه حيثما يكن كنزكم يكن هناك قلبكم » (٢) . ليست الأرض عنده هي القضية . القيم الروحية والأخلاقية والخلاصية هي وحدها القضية . وإله التوراة يقول لشعبه الخاص : اليهود : » إن جميع الأرض التي ترى لك أعطي، لنسلك أعطي هذه الارض من نهر مصر الى النهر الكبير، نهر الفرات (۱) كل أرض كنعان ملكاً لك أبدياً . وأجعل تخومك من بحر سوف ( القلزم = البحر الاحمر) (2) الى بحر فلسطين ومن البرية الى النهر ، فإني أسلم الى أيديك سكان الارض، فتطردهم من أمام وجهك .. لا تقطع لهم عهداً (3) ، ولا تأخذك بهم رحمة » « لا يقف إنسان في وجوهكم، فإن الرب إلهكم يُلقي ذعركم ورهبكم على كل الارض التي تطئونها كما وعدكم ».. «كل موضع تطؤه اخامص أقدامكم يكون لكم من البرية ولبنان ، من النهر ، نهر الفرات ، الى البحر الاقصى يكون تخمكم » (١) ، ادخلوا جبل الأموريين وكل ما يليه من القفر والجبل والسهل والجنوب وساحل البحر ، أرض الكنعانيين ، ولبنان الى النهر الكبير ، نهر الفرات » (٢) « أما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيكها الرب إلهك ميراثاً فلا تستبق منها نسمة، بل أبسلهم إبسالاً : الحثيين ، الاموريين ، الكنعانيين ، الفرزيين الحويين ، اليبوسيين ، الجُرجسيين ، كما أمرك الرب الهك » (۳) « الآن اقتلوا كل ذكر من الاطفال، كل امرأةٍ عرفت مضاجعة رجل اقتلوها . أما اناث الاطفال اللواتي لم يَعْرِفنَ مضاجعة الرجال فاستبقوهن لكم » (۱). يهوه اله قبيلة يهودية غازية حاقدة ، يَكلُ الى قبيلته مهمَّة دمويةً لا أخلاقية ولا انسانية : هي ابادة الشعوب ، ابادة الامميين غير اليهود ، واغتصاب أموالهم وأراضيهم : بنو الغرباء يبنون أسوارك وملوكهم يخدمونك .. تنفتح أبوابك دائماً ، لا تغلق نهاراً ولا ليلاً ليُؤتى اليكِ بغنى الامم ، وتحضر اليكِ ملوكهم لأن الامة والمملكة التي لا تتعبّد لك تهلك ، والامم تخرب خراباً .. يقف الاجانب ويرعون غنمكم ويكون بنو الغربة حراثيكم وكراميكم ، أما أنتم فتدعون كهنة الرب . تأكلون غنى الامم وبمجدهم تفتخرون » (۱) « بقيت أرض للامتلاك كثيرة جداً، كل بقاع الفلسطينيين، وكل أرض الكنعانيين ، الى تخوم الاموريين ، وأرض الجبليين ، وجميع لبنان ، جهة مشرق الشمس ، من بعل جاد حتى جبل حرمون الى مدخل حماه ، كل سكان الجبل من لبنان الى مياه مسرَفُوت كل الصيدونيين سأطردهم من وجه بني اسرائيل ، وكل جبل حرمون ، وكل باشان (۲) ، الى سلكة » (٣) . إله الانجيل يعلم الناس الاخوة ، ——————————— (۱) سفر اشعيا : فصل ٦٠ عدد ۱۰ – ١١ – ١٢ وفصل ٦١ عدد ٥ – ٦ (۲) باشان : الجولان ، وهي مملكة ملك الأموريين «عوج» وقد احتل الصهاينة الجولان كما اوصاهم قائدهم يشوع بن نون (۳) سفر يشوع : فصل ۱۳ عدد ۱ الی ۱۳ (۱) سفر العدد : فصل ۳۱ عدد ۱۷ – ۱۸ لقد كتب الصهاينة على برلمانهم « الكنيست » : « ارضك يا اسرائيل من النيل الى الفرات » . وقد سلبوا العرب بالارهاب والتهجير ارضاً هي لهم منذ الفي سنة . وقد كانوا قبل التقسيم يملكون ۸۸ بالمئة من ارض فلسطين ويؤلفون ثلثي السكان ، وبالارهاب المؤيد او المسكوت عنه من الغرب المسيحي اغتصبوا ۷۷ بالمئة من الارض وشردوا اكثر من مليون فلسطيني. وهم يحتلون اليوم اكثر من خمسة آلاف كيلومتر مربع من الارض زيادة على ما اعطاهم مشروع التقسيم . —————————————- (۱) سمي باسم مدينة على شاطئه اسمها : « كلزما » . (۲) تثنية الاشتراع : فصل ۱ عدد ۷ (۳) تثنية الاشتراع : فصل ۲۰ عدد ١٦ – ١٧ ، فصل ۷ عدد ۲ ————————– (۱) رسالة بولس الى العبرانيين ٥ – ٦ (۲) انجيل متى : فصل ٦ عدد ۱۹-21 —————————————– (1) لا حظ نقاد العهد القديم أن مدوني أسفاره خلطوا بين التاريخ والخرافة . كما اجمعوا على ان بداية تدوينه كانت في اواسط القرن العاشر ق. م. أو في أواسط القرن التاسع ، على ان استقراره على حالته التي نعرفها كان في اواخر القرن الثاني ق.م. وأنه كتب بلغة عبرانية أي بلغة كنعانية اقتبسها الاسرائيليون وتعلموها ونسبوها اليهم عندما استوطنوا ارض كنعان . كما جاء في سفر أشعيا فصل ۲۹ عدد ۲ (۱) » اشور » بين أواخر الألف الثاني وأوائل الألف x الأول ق. م. كنعان» : الألف الثالث ق.م. عرف الكنعانيون على الساحل باسم الفينيقيين وهذا الاسم أطلقه عليهم اليونان . وهناك رقيم أوغاريتي وجد تحت الطبقة الفينيقية يقول: «أجدادنا الكنعانيون ، مما يثبت أن الكنعانيين هم الفينيقيون ( سومر ( ان حضارة بلاد الرافدين هي حضارة العموريين والأكاديين والسومريين في الألفين الثالث والثاني ق. م. العموريون وقد جاوروا السومريين الذين سكنوا والأكاديون عمر جنوبي بلاد الرافدين منذ الألف الرابع ق.م. (٢ و٣ و ٤) التمس كلمة ( ماري ) اوغاريت و « ايبله » في الهوامش . (٥) كما صادروا على الكنعانيين » النجمة المثمنة » فجعلوها « مسدسة » وكان الكنعانيون يرمزون بها الى كوكب الزهرة (نجمة الصباح) المعبودة لديهم مثل آلهة الخصب منذ ٤٥٠٠ سنة ق.م. وما زالت ظاهرة في نسيج الازياء الفلسطينية (1) كما سترى هذا الخطر في نصوص « بروتوكولات حكماء صهيون » ، في الفصل الاخير من الكتاب . (۲) استحاث الأرض وأحاث الأرض : أثارها واستخرج ما فيها : علم الاستحاثة أو علم الاحاثة : علم استخراج ما في باطن الأرض من مطمورات . يقول موتغارت : ان الابحاث الأثرية برهنت على أن أكثر الأساطير التوراتية غير صحيحة (1) دير مار انطونيوس قزحيا قرب اهدن أقدم أديار لبنان وأول دير للرهبانية اللبنانية ومطبعته اول مطبعة دخلت لبنان عام ١٦١٠م. (1)النافور : مفردة يونانية هي عند النصارى الصلوات التي تتلى على القربان المقدس في القداس الالهي . وتعني ايضاً : سر القربان ، وغطاء أوانى القداس. (2) « نقدم لك البخور على مثال هرون » : رتبة القداس البسيطة : بكركي ۱۹۷۳ ص ۱۲ . (3) مزمور ٥١ من سفر المزامير لداود الذي يتلى في القداس : « أحسن برضاك الى صهيون وابن أسوار اورشليم حينئذ يقربون على مذابحك العجول » ونظائر هذه الصلوات كثيرة في الكنائس الشرقية ، وخصوصاً الارثوذكسية. (4)المدارس القروية اشتهرت بمدارس » تحت السنديانة اما مدرسة » قريتي ، فكانت « تحت الزيتونة » ولم يكن أمام كنيستها « سنديانة » (۱) هو أرثر جيمس بلفور رئيس وزراء بريطانية عام ۱۹۰۲ ووزير خارجيتها عام ١٩١٨ . يهودي اصدر وعده الذي عرف باسمه وضمنه حق اليهود بإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين بمساعدة بريطانية. (۲) كاتب مجري يهودي مؤسس الحركة الصهيونية لاقامة الوطن القومي لليهود في فلسطين تكون صهيون ( اورشليم القدس ، عاصمة له . (3) او ما يسمى في علم الاقتصاد السياسي : الامبريالية . ومعناها سيطرة الاحتكارات ورأس المال المالي المصدر ويكون جهازها السياسي خاضع لها تستخدمه لزيادة ثرواتها و اميركة حصن الامبريالية. لأن اكثر فروع الأنتاج أهمية هو في قبضة هذه الاحتكارات وسيطرتها بنسب تتفاوت بين ستين بالمئة ، ومئة بالمئة . (1) التمس كلمة « ابرهيم » في الهوامش منحوتة لغوية : من الزمان والمكان : « الزمكانية » (1) وتسمى حسب نص الكتاب ( أسفار الشريعة الخمسة ) التكوين ، الخروج ، الأحبار ، العدد ، تثنية الاشتراع. وهذا السفر الأخير متصل بسفر العدد وسفر يشوع الذي انتقلت اليه زعامة اسرائيل ، وثيق الاتصال . وبينها وبينهما فاصل مهم . ١٩ وهو الذي وضعته الشعبة الثقافية في الجيش اللبناني عهد اللواء فؤاد شهاب عام ١٩٦٣ |






















































































































